بعد زيارةٍ سريعةٍ وغنية قُمت بها للعراق للمشاركة في مؤتمر نظّمته بعض مراكز الدراسات في جامعة بغداد بتاريخ السبت ٢٠-١-٢٠٢٤
و حيثُ كان لي جولة في بغداد وشوارعها الجميلة و كربلاء والنجف …. حيث يفوحُ عطرُ الشُّ ه دا ء و مداد العلماء وقوافي الشعراء و أصوات الباعة المسلية للأفئدة و المؤنسة للأرواح … تمشي فيها فتشعر أنَّ علياً (ع) يمشي بيننا ويراقب أعمالنا و يحيي كُلاًّ منّا على احسانه ويتألَّم ويكشحُ بوجهه الشريف عنا فيما لو قصرنا ، ويخطب فينا في الأخوة في الدين والكرامة والإنتصار للحقّ ونصرة المظلوم .
في خِضَمِّ هذه الأيام أستطيع أنّ أسجلَ بعضَ المراقبات بموضوعية تامة والتي أرى من واجبي ذكرها :
أولاً ، العراق تسير الى الأمام في كل شيء ، نعم في كل شيء . والمهم هو أنَّ الشباب الواعي والمؤمن يخطط ويفكر ويرسم المستقبل بتؤدة .
ولا ينهمك بالمظاهر والقشريات التي تصيب بعض واقعنا العربي اليوم وأجياله .
ثانيا ، الشارعُ العراقي بفطرته وسليقته محبٌّ لل م قا وم ةِ والج ها د و الإسلام ، مجتمع صاحب هوية إيمانية لنداءات القومية الحادة والتمييز القومي لا تلاقي مزاجه وهواه ، و لفتني حجم تفاعل العراقيين الكبير مع قضية غ ز ة و إفتخارهم بإسناد مقا و م ته م لغ ز ة وشعبها الأبيّ .
ثالثاً ، لمست أنَّ الشعب العراقي يخرج من صدمة العقود الماضية وضغوطها حتى د اع ش . وتراه اليوم أكثر تفاعلاً و استشعاراً لمسؤوليته التاريخية و دوره كقلبٍ نابض و رافعة لخيار التحرر الفعلي في ساحة العروبة المؤمنة ، ويلاحظ ان هذا التيار يتنامى يوماً بعد يوم و بقوة في مقابل تراجع التيار المقابل .
رابعاً ، الشعب العراقي وعلى وقع التحديات التي مرَّ بها ويمر بها تراه يطور ذاته و يعيد
تشذيب مؤسساته والقائمين عليها . لذلك تراه اكثر مشاركة وتفاعلا وابداءا للرأي في كلِّ القضايا الماثلة و التمييز بينها بكل حرية .
و ليس آخراً هذا السخاء و الكرم و الضيافة و الحيوية التي تراها في الشخصية العراقية والطيبة والحب للآخر ، وعشقهم لأهل بيت النبوة و الائمة الاطهار (عليهم السلام) هو مفتاح قلوبهم وهو ملجأٌ في الملمات واللغة التي تجمع في نهاية المطاف أمام كل التحديات .
فعلاً أدعوا المهتمين والباحثين لإعادة قراءة العراق وفهمه أكثر ،
أظنه يمرُّ في تحوُّلٍ عميقٍ و واعد قد لا يلحظ ذلك من يحمل مسبوقات يأسر نفسه بها فتقيده.
أتمنى أنّ تذهبوا إلى العراق لتروا ذلك في كل شيء في الانسان وفي العمران وفي الفرحة والبسمة في شوارع بغداد القديمة
ولا أنسى أنّ طعامهم "كلش طيب"🌹🌹
وفعلاً ودودين لا تغادرهم البسمة والضحكة الصادقة .
ختاماً ، هل يا ترى يخيطون ثوباً يناسب دور العراق الكبير المقبل والانتظارات الكبيرة المعقودة عليه ؟ 🙏🌹♥️
#الدكتوربلالاللقيس